أي يسترون ما تنطوي عليه عقائدهم، ويُضْمِرون للرسول- عليه السلام- وللمؤمنين خِلاَفَ ما يُظْهِرون، والحقُّ- سبحانه- مُطَّلِعٌ على قلوبهم، ويعلم خفايا صدورهم، فتلبيسُهم لا يُغْنِي عنهم من الله شيئاً، وكان الله- سبحانه- يُطْلِعُ رسولَه- عليه السلام- على ما أخْفَوْه إمَّا بتعريفِ الوحي، أو بإشهادٍ لِقُوَّةِ نورٍ، وكذلك المؤمنون كانوا مخصوصين بالفراسة، فكل مؤمن له بِقَدْرِ حاله من الله هداية، قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا فراسةَ المؤمن ينظر بنور الله» ولقد قال قائلهم.أَبِعَيْنِي أَرَاكَ أَمْ بفؤادي *** كلُّ ما في الفؤاد للعين بادِ